السويداء تصنع الأمل.. لجنة التعليم العالي تنقذ مستقبل آلاف الطلاب

في مواجهة حصار خانق واستهداف ممنهج لطلابها تتحول محافظة السويداء إلى نموذج في الصمود المجتمعي.
حيث تبرز “لجنة التعليم العالي” ممثلةً بإرادة أهالي السويداء ومرجعياتها الروحية والمدنية كصرح يعمل بجهد دؤوب لإنقاذ السنة الدراسية لآلاف الطلاب الجامعيين، في تحدٍ واضح لسياسات التجهيل والإقصاء التي تقوم بها سلطة الأمر الواقع التي يترأسها الجولاني.

حصار ممنهج واعتداءات طائفية

وفقاً لمصادر مطلعة من داخل المحافظة، تواصل ميليشيات الجولاني حصارها المستمر ضد السويداء، من خلال سياسة مزدوجة تهدف إلى خنق مستقبل الشباب.
لا تقتصر هذه السياسة على منع الطلاب من متابعة تعليمهم في المحافظات الأخرى فحسب، بل تمتد لتشمل تحريضاً طائفياً ساماً وتنفيذ اعتداءات جسدية متكررة بحق الطلاب، بتهمة وحيدة هي انتماؤهم المذهبي الدرزي، وكان آخرها الاعتداء الوحشي بالضرب المبرح على الطالب ريبال بركة لمجرد كونه درزياً، كرسالة واضحة تهدف إلى ترويع الطلاب وحرمانهم من أبسط حقوقهم في التعليم.
هذه الاعتداءات، إلى جانب حملات الاعتقال التعسفي من قبل ميليشيات الجولاني لطلاب الدروز بكافة المحافظات مما اجبر الطلاب على العودة الى السويداء وعدم الرجوع الى جامعاتهم، فخلقت هذه الأحداث الأليمة واقعاً تعليمياً طارئاً يستدعي تدخلاً استثنائياً.

تشكيل لجنة التعليم العالي

استجابةً لهذا التحدي الوجودي وتحت مظلة اللجنة القانونية العليا في السويداء وبتوجيه من سماحة الشيخ حكمت الهجري ، تشكلت “لجنة التعليم العالي” كمبادرة مجتمعية شاملة.
وأفادت مصادرنا أن “هذه اللجنة، التي تمثل إرادة الأهالي، قد حملت على عاتقها مسؤولية حماية حق الطلاب في التعليم ومتابعة شؤون آلاف الطلاب المحاصرين”.

جهود جبارة على الأرض
كشفت مصادرنا عن أبرز المحاور التي تعمل عليها اللجنة بجدية غير مسبوقة وهي على الشكل التالي:

1. مطالبة باستضافة شاملة للطلاب: تضغط اللجنة على إدارة فرع جامعة دمشق في السويداء لرفع طلب رسمي واستثنائي إلى رئاسة الجامعة، يطالب باستضافة جميع الطلاب المتضررين في الفرع، وليس جزءاً منهم فقط، وذلك استناداً إلى اعتبار السويداء “منطقة منكوبة” وحق التعليم الأساسي.
2. دورة امتحانية استثنائية: تطالب اللجنة بتنظيم دورة امتحانية ثالثة واستثنائية لجميع طلاب المحافظة، كحل إنساني عاجل لإنقاذ عامهم الدراسي، مع إعطاء مهلات قصوى للإدارة للاستجابة.
3. الاستقلالية الأكاديمية: تعمل اللجنة بشكل جاد على تحويل فرع الجامعة إلى “نواة جامعة مستقلة” في السويداء، كحل استراتيجي طويل الأمد يضمن استقرار العملية التعليمية ويحميها من تقلبات السياسة والملفات الخارجة عن إرادة أبنائها.

إرادة شعب تتحدى الظلم
يبدو واضحاً مما تقدم ما تقوم به لجنة التعليم العالي واللجنة القانونية العليا والمرجعيات المجتمعية في السويداء ، بقيادة الشيخ حكمت الهجري ، هو أكثر من مجرد إجراءات إدارية، بل نموذج حي لـ “المقاومة المدنية” التي تحمي مستقبل أبناءها بالعلم والإرادة والتنظيم، وتأكيد على أن إرادة الحياة والتعلم أقوى من كل أساليب الحصار والتحريض ، وأن شعب السويداء مصمم على كتابة مستقبله بيده.